الأربعاء، 4 أبريل 2012

منزل الأسرار ...........(4)

الفصل الثامن عشر


لم يتوقع أحمد هذا ظل صامتاً وعلامات الدهشة على وجهه شعر أنه في مأزق لا يعلم كيف سيخرج منه


الصدمة باينة على وشك حاول تخبيها شوية

هه آسف أًصل .............

عموماً فكر براحتك بس أنا متأكده إنك مش حترفض


نظر نحوها متعجباً من جرءتها وثقتها الزائدة هل تعتقد أنه يكن لها المشاعر هل فعل شيئاً يوحي بذلك لا بالطبع لا هو يعلم أنه لم يفعل ذلك إذن من أين لها بتلك الثقة هل صمته أوحى له بموافقته الضمنية على ما تريد كانت الأفكار تتأرجح برأسه وتملكته الحيرة كيف سيخبرها برفضه


أنا لما قلتلك تفكر قصدي عادي خد وقتك مش شرط هنا يعني

جيهان هانم ...........أنا مش عارف أقول ....أنا آسف بجد


نظرت نحوه جيهان نظرة جدية ممتزجه بالغضب فقد شعرت من بداية الحديث أنها ستسمع مالا يرضيها

نظر أحمد للأرض في خجل وتابع : جيهان هانم أنا آسف اذا كنت إتصرفت تصرف خلى حضرتك فهمتيني غلط بس ......أنا أصلي كنت جاي علشان أطلب سلفة ..........علشان ........

همممممم ........كمل قالتها بنبرة هادئة وجدية واضحة

شعر أحمد بالتوتر ولكنه قرر أن يكمل حديثه : أنا كنت جاي أطلب سلفة علشان محتاج فلوس علشان ............حاخطب


ظلت نظراتها مرتكزة عليه في حزن إبتسمت بعدها بسخرية وهي تقول : تخطب ........

أنا ماجتش ظروف إني أذكر الموضوع أنا أصلي مرتبط بزميلة ليا هنا من فترة وكنت ناوي أخطبها


شعر أحمد بالغباء هل كان يجب ذكر انها زميلة بالعمل وبنفس الشركة ربما ستفقد عملها هي أيضاً ولكن رغم كل هذا أراحه ذكر الحقيقة فهذا هو السبيل الوحيد للتخلص من هذا المأزق ...........


إطلع بره ..............قالتها جيهان وهي تنظر نحوه في غضب شديد ولم يلبث أن يقف مكانه للخروج أو الهروب ربما حتى قالتها مرة أخرى بنبرة صارخة ..........بقولك بره بره


 

كانت أول مرة أشوف نظرة الغضب دي في عينيها الإبتسامة الجميلة والحديث الهادي إختفوا تماما وإتحولت لإنسانه ثانية ..........خرجت بسرعة حتى مافوتش على مكتبي خرجت من الشركة خالص وأنا عارف إني مش حارجع المكان ده الثاني ...........يكمل أحمد وهو ينظر إلى الجثة الهامدة مكانه .....كنت ساعتها ماتخيل إن ده أقصى الخسائر وممكن كمان ترفد دينا ماكنتش أعرف هي ناوية على إيه


وبعد أن خرج احمد من الشركة قرر أن يحدث دينا على الفور ويخبرها بكل شئ وطلبها على الهاتف


أحمد إزيك يا حبيبي خلصت شغل ولا لسه

دينا لازم نتقابل حالا

طيب إنزلي أنا في المكتب تحت

لا لا أنا بره الشركة أصلا يلا مستنيكي في الكافيه اللي على الناصية

طيب أنا لسه قدامي ساعتين

إنزلي دلوقتي يا دينا إستئذني أو حتى إمشي وخلاص

قلقتني في إيه

مش حينفع في التليفون مستنيكي


أنهى أحمد المكالمه وإتجه للكافيه طلب فنجاناً من القهوة فقد إحتل ألم الصداع رأسه وعقله وجلس يفكر في تصرفات جيهان منذ أن قابلها .


شعر بالغباء الشديد طالما كذب أفكاره بشأنها وفسر قربها منه كصداقة كان أحمق عندما تخيل أن قربها منه ربما لرغبتها في أخ أصغر . كان يلعن الشيطان الذي يعبث بأفكاره بخصوص تلك المرأة الطيبة ليكتشف في النهاية أن تلك الأفكار هي الحقيقة .


 

 

إيه مش ممكن

كانت تلك هي كلمات دينا بعد أن أخبرها أحمد بالقصة منذ قابل جيهان حتى عرض الزواج تابعت دينا في دهشة بالغة : وطلبت تتجوزك إيه ده هو في كده

أنا لغاية دلوقتي مش مصدق شكلها ست مجنونة أصلا ً

مجنونة بحبك

حب إيه هي اللي زي دي بتحب هي بس إتعودت تشتري كل حاجه بالفلوس نوعيتها بيفكروا إن كل حاجه للبيع حتى البني آدم

أنا مش أقدر أتصور اللي حصل ده

ياريتني أعلنت إرتباطي بيكي من الأول إنتي اللي أجلتي الخطوبة قعدتي تقولي حوش وشبكة وعلشان ماما متتحججش

معلش أصلي مكنتش عارفه إن حد حيعاكسك

إممممم بتهظري بقه قالها وهو ينظر نحوها في غضب

متزعلش بس على فكرة اللي زي دي مكنش حيفرق معاها دبلة في إيدك سواء حتى في اليمين أو الشمال

عند حق أنا واضح إني مش بفهم الناس كويس بفترض حسن النية دايماً

للأسف اه لو كنت سمعت لشكوكك من ناحيتها جايز كان الوضع إختلف كنت حتى سبت الشغل قبل ما تصارحك بالوقاحه دي

دينا إنتي لازم تسيبي الشغل

عارفه بس عالأقل أستنى لغاية لما ألاقي شغل ثاني

يا بنتي ماهي ممكن ترفدك إنتي تستقيلي أحسن

مش إنت قلت زميلتي وخلاص هي متعرفش مين

ماشي بس ممكن تعرف من حد هو مش سر في ناس عارفه

ومش إعلان مش كل الناس عارفه وعموما مينفعش إحنا الإثنين نسيب الشغل كده إنت دور وأنا كمان وحسيب أول ماألاقي شغل ثاني

ومتسبهوش دلوقتي ليه إزاي أصلاً حيجيلك نفس تشتغلي معاها

أنا مليش شغل مباشر معاها وبصراحه يا احمد انا إتعودت على وجود قرش في إيدي ليا طلبات وإحتياجات مش حقعد أنا في البيت وأدور وياعالم هو الشغل سهل منتا عارف ....أنا غيرك مش شاطرة زيك

خلاص ........أنا بس خايف عليكي

متخافش قلتلك أنا شغلي بسيط ومش بمضي على ورقة لا مهم ولا غير مهم وهي أصلا ممكن متفتكرنيش هي طلعت غلها فيك إنت وخلاص


نظر أحمد نحوها وهو يعلم انه لن يثنيها عن قرارها فالنقود بالنسبة لدينا ذات أهمية قصوى


وعلى الجانب الآخر تملك غضب جيهان منها وشعرت بالإهانه الشديدة وبالطبع الكل ملام سواها ولم تفكر سوى في شئ واحد ........أحمد


 

الفصل التاسع عشر

دينا

اللي حصل سد نفسي خلاني قعدت يومين قفلت موبايلي ومكنش ليا نفس أكلم حد وخبيت على أمي علشان ما تزعلش (يكمل أحمد ) وبعدين قررت أتعامل رسمي وبطريقة عملية ورحت الشغل علشان أقدم الإستقاله رسمي وهناك كانت مستنياني مفاجئة ........


إنت فين يابني موبايلك مقفول وحاولت أكلمك في بيتك مابتردش حتى دينا سألت عليها لقيتها خدت ِاجازة

بجد خدت أجازة قالها أحمد وقد ظهرت علامات الفرح على وجهه شاعراً بإقتناع دينا بحديثه

أيوه بس جت النهارده


إبتسم احمد بسخرية وتابع : معلش خير يا مصطفى


برده عملت اللي في دماغك

خلاص بقه أصلاً هي طردتني وأنا جاي أقدم إستقالتي رسمي واخلص بقه

إنت متعرفش حاجه بقه

أعرف إيه وضح مش فاهم

أنا قلتلك إنها لدغتها سم

مصطفى قول في ايه ؟؟؟ قالها أحمد وقد بدت علامات القلق على وجهه

جيهان مقدمه فيك بلاغ في القسم

إيه إنت بتقول إيه

هي اللي بتقول يا أحمد والكلام إنتشر في الشركة ناس تقول بسبب لعب في الحسابات علشان تسرقها وتحط في جيبك وناس بتقول إنك كنت بتسرب أسعار المشاريع للشركات المنافسة علشان تاخد عمولة

ظهر غضب شديد على وجه أحمد وتابع بسخرية ....

والله وكانت بتكسب المشاريع دي إزاي بقه ..........أنا طالعلها كده الموضوع زاد قوي عن حده

إستنى بس بلاش تسرعك اللى بيعملك مشاكل ده


ولكن لم يستمع له أحمد وإتجه لمكتبها في غضب ...........


مدام جيهان جوه ؟ قالها أحمد في غضب وهو يوجه حديثه لمديرة مكتبها

أيوه بس هي منبهه عليا مدخلش حضرتك

والله طيب وريني بقه حتمنعوني إزاي

وإتجه أحمد بغضب للمكتب كانت تجلس وعلامات التحدي على وجهها كأنها منتظرة قدومه صرفت سكرتيرتها بهدوء وتابعت : كويس إنك جيت

ممكن أفهم بقه اللي أنا سمعته ده

جواب رفدك أنا مضيته سايباه مع السكرتيرة بره ومسبب كمان

كل ده علشان رفضت الجواز بتنتقمي مني

أنا مش عارفه إنت بتتكلم عن إيه أنا إكتشفت أخطاء في الحسابات وقدمت الورق للبوليس حقي خصوصاً إن واضح إنك كنت بتلعب من ورايا علشان تحط في جيبك

ههههههههههههه إنتي عارفه أن ده كذب وإنك مش حتقدري تثبتي حاجه

إبتسمت جيهان بسخرية شديدة إقتربت منه كثيرا وهمست في أذنه : أنا واثقة إني مش حاقدر أثبت حاجه .........


 

تابع أحمد قصته وهو ينظر نحوي كأنه يريد أن يخبرني بعينيه أنه يحكي هذا فقط من أجلي و من أجلي فقط .


رميت الإستقاله في وشها وسبت المكان علطول كنت عايز أخرج من هناك بسرعه بعيد عن ألاعيبها وشرها الأحداث بعد كده مرت قدامي زي ماكون بتفرج على فيلم .......فهمت قصد جيهان من البلاغ بعد كده فبالرغم من إنه إتحفظ علشان كان كلام مرسل بدون دليل حقيقي لكن جيهان إستغلت نفوذها وعلاقتها في السوق ووقفتلي في كل وظيفة قدمتلها وزي ما بيقولوا العيار اللي ميصبش يدوش استغلت موضوع البلاغ وبوظت سمعتي ..........كل الأبواب إتقفلت في وشي والشغل اللي كنت متخيل أن هو اللي حيجري ورايا بقيت أنا اللي بجري وراه ومش طايله


إبتسم أحمد إبتسامة حزينه وأكمل : وبان عليا طبعا ومقدرتش أخبي على أمي........... كنت بشوف في عينيها الحسرة على اللي حصللي والحزن إنها مش قادرة تعمللي حاجه الفلوس اللي كنت محوشها علشان الجواز طارت مع مرور الأيام ودينا ............دينا .....وضحك بحزن مرة أخرى .


دينا برده ماسبتش الشغل كانت حجتها إنها مش لاقية شغل ثاني ومش معقول حتقعد في البيت وأنا نفسي مش عارف ألاقي شغل وكانت الامور بيني وبينها مستقرة نوعاً ما لغاية ما في يوم كلمتني بالليل وكان صوتها متغير


مالك يا دينا صوتك متغير

لا عادي بس مجهدة شوية إنت أخبارك إيه

لقيت شغل

بجد طيب ليه مش قلتلي

أبداً أنا لسه مبدأتش

فين

حيكون فين........... مكتب صغير بيعمل حسابات بسيطة كده للمحلات الصغيرة

إيه بقى بعد ماكنت بتشتغل في شركة من أكبر الشركات في مصر تشتغل في حتة مكتب تحت السلم

وهو ده بمزاجي يا دينا ده بدل ما تشجعيني

وحيدوك كام بقه أكيد ملاليم

خلاص يا دينا مش عايز اتكلم في الموضوع ده أنا اللي فيا مكفيني

إنت لازم تسافر بره أنا قلتلك كده

أسافر فين وأمي اللي مالهاش غيري دي أسيبها لوحدها إزاي

ماهو كده الحال واقف والشغل بتاعك ده ميفتحش بيت يا أحمد فكر فيا شوية

يااااااااه أنا اللي أفكر فيكي ده أنا مفكرتش غير فيكي يا دينا

لو كنت فكرت فيا بجد كنت دورت على سفر علشان نقدر نتجوز

انا مستعد اتجوزك من بكرة وإنتي عارفه

ده كلام مينفعش في الواقع يا أحمد

وإيه بقه اللي ينفع في الواقع ........في إيه يا دينا إنتي عايزة تقولي حاجه ............باين قوي


صمتت دينا قليلا فكرت أن تنهي الحديث ولكن ما لبثت أن تابعت وقالت ...


أنا ..................أنا عندي مشكلة كبيرة في البيت يا أحمد ماما بتضغط عليا و حججي خلصت وإنت ظروفك بقت من صعب لأصعب

ياااااااااااااه هو الموضوع كده بقه

أحمد إسمعني

مش حاسمعك يا دينا أنا عارف اللي جاي ومش عايزة أسمعه

أحمد قدامنا فرصة بس لو تسافر بره الحال يبقى أحسن وساعتها حأقول لماما و.........

إنتي عارفة إني مقدرش أسافر إنتي المفروض أكثر واحدة فاهمه الظروف لكن واضح إني كنت فاهمك غلط لا واضح إني كنت فاهم الدنيا كلها غلط


وهكذا وبكل سهولة خرجت دينا من حياة أحمد .............أحمد الذي رفض الإستماع إلى إسطوانه مشروخة ربما جهزتها دينا بعد مشاهدتها لعدة أفلام درامية منذ الثمانينات عن العريس الجاهز وضغوط العائلة ليهرب الحب من النافذة ويدخل المال من أوسع الأبواب .


ومع مرور الأيام إتضحت الحقائق أمام أحمد لتعود جيهان إلي الصورة مجدداً وبقوة .


الفصل العشرون


 

كان ينظر نحو الجثة الممدة أمامه على الفراش وهو يبدأ في ذكر الأحداث التالية .كان يسردها بتفاصيلها لا تعلم هل ما خرج من جوفه رسم أمامه صورة للماضي الأليم ليظهر الحزن بقوة في عينيه أم أنه إستراح للتخلص من هذا العبء.

مرت الأيام شبه بعضها وعرفت بعد كده إن جيهان سلطت واحد من خدامينها اللي بالفلوس على دينا كان موظف معانا في الشركة زغلل عينيها بالعربية الشيك والشقة الجاهزة والشغلانه الوهمية اللي مستنياه بره مصر ورسم أحلامها قدامها وبدأ يحققها ليها في الأول إتضايقت حسيت بالغدر والخيانة والعجز بس مع كده حسيت إنهم بجد كانوا يستاهلوا بعض وإن مثل الطيور على أشكالها تقع ده مش من فراغ أبداً هي إتجوزته علشان الماده والعيشة المريحة وهو إتجوزها علشان الفلوس برده ومساعدة جيهان ليه لدرجة إنها هي اللي شغلته بره في الخليج وبمرتب كبير ............


وإتجوزت دينا وبسرعة قوي وسافرت وإختفت من حياتي ومن البلد كلها حاولت أشغل نفسي بالشغل مع إنه كان بسيط كان بيشغل ربع وقتي كمان مش نصه ............بعدت عن الناس وإنغلقت على نفسي وبقيت عايش ومش عايش بس حاولت أنسى لغاية لما أمي تعبت تعبت قوي جريت بيها على المستشفيات والدكاترة لكن للأسف ماقدرتش أوفرلها لا العلاج الكويس ولا المكان النظيف اللي تتعالج فيه ورجعنا تاني لبهدلة التأمين والعلاج الحكومي لغاية لما راحت هي كمان .....ولقيت نفسي لوحدي .......كل أحلامي إختفت .........أمي ماتت وهي زعلانه على حالي وحبيبتي بقت في حضن راجل ثاني .....ماقدرتش ماكنتش بفكر غير في جيهان واللي عملته فيا ودموعي منشفتش والإبتسامة مرجعتش لملامحي غير لما قررت أنتقم منها أيوه قررت أنتقم ..............


 

الإنتقام هذا الشعور الغريب باللذة الذي ينتاب الإنسان عندما يقرر أن يلحق الأذي بمن ظلمه يتصور أنه ربنا سيجد السعادة المفقودة داخل حياته فيمشى بخطوات واثقة داخل درب الإنتقام ليتوه بين دروب الشر فينسى من يكون .........


وهكذا سيطر هوس الإنتقام على أحمد كانت جيهان هي الهدف المرتكز أمام عينيه فهي من وضعت أحلامه بين يديه ثم بعثرتها أمامه بدون شفقه ومرت أيام وليالً وهو يخطط ويدبر ويصقل فكرته حتى أصبحت حقيقة أمام عينيه ينقصها التنفيذ .

كان بالنسبه لها يوماً عاديا مثل باقي الأيام إتجهت جيهان لعملها ومارست انشطتها المعتادة كانت تنظر نحو كرسيه الخاوي التي طالما إعتادت رؤيته جالساً عليه وتشعر بالحزن .......هي لم تحب أحمد فقلبها لم يعتاد الحب ولكنها كانت تريده وطالما حققت ما تريد ولكنه وقف هذا الاحمق بطريقها فخسرته ليخسر هو أيضاً في النهاية ..........ومع ذلك كانت تتمنى رجوعه ....عودته ربما يستشي صوت العقل ويعرف أنها آمان المستقبل أو صوت القلب ويعود إليها مجروحاً بعد فقدان دينا .....ربما .......ربما تعددت الأسباب في رأسها والهدف واحد شردت جيهان في بحر أفكارها حتى سمعت صوت مديرة مكتبها تخبرها بالمفاجئة التي طالما تنمتها وإنتظرتها : مدام جيهان أستاذ أحمد بره وعايز يقابلك .......


مفاجئة مش كده .......هكذا بدأ أحمد حديثه

هي مفاجئة بس يا ترى سعيدة ولا ........

إنتي عايزاها إيه

أكيد عايزاها سعيدة

طب إزاي بعد كل اللي حصل تبقى سعيدة

إنت تقدر تخليها سعيدة لو عايز

هي مين .......قال ذلك وهو ينظر لها في خبث شديد

إبتسمت وقد فهمت مقصده ثم تابعت : إتغيرت كثير مش إنت أحمد اللي أعرفه

يعني للأفضل ولا للأسوء

على حسب أحمد بتاع زمان جرحني معرفش بتاع دلوقتي

بتاع دلوقتي فهم الدنيا على حقيقتها .........كان فاهمها غلط

بمعنى ؟

بمعنى إني قررت أحسبها بعقلي لإن قلبي إختار غلط لكن عقلي أكيد حيختار صح

مش فاهمه

إنتي سبأ وسألتيني تتجوزني صح ؟

صح قالتها وقد تبدلت ملامحها نحو الجدية مترقبه قوله القادم

وأنا ماقدرتش مشاعرك وجوابي كان قاسي

ده حقيقي

أولا أنا آسف ثانياً أنا قررت أتجوزك يا جيهان

قال جملته وإقترب منها ونظر نحوها نظرة قوية فإبتسمت بخبث وردت : طيب مين قالك إني حوافق دلوقتي

أنا واثق إنك حتوافقي

ياه للدرجة دي شايفني واقعه

اه وحتموتي عليا كمان وصدقيني أنا بعد ما بعدت وفكرت صح عرفت أنا عايز إيه

بس إنت قلت إن ده قرار عقلك يعني إنت متحبنيش

ولا إنتي بتحبيني ........بس هو في أصلا حاجه إسمها حب

لا مفيش حاجه إسمها حب

ها قلتي إيه أنا مستعد أتجوزك حالاً وننسى كل اللي فات موافقه

صمتت قليلا ونظرت له في قوة كانت سعيدة بقربه منها وبنظرات عينيه المرتكزة عليها وفي لحظات إستسلمت لرغبتها كما إستسلم هو لإنتقامه : موافقه ..........


الفصل الحادي والعشرون

زواج


تم الزواج سريعاً .....في غضون أيام ولم يكن هناك زفاف بالطبع كان أحمد شبه متأكداً من إستحالة ذلك فالمرأة لن تجعل من نفسها أضحوكة في فستان الزفاف وكما أنها ملت من إرتداءه ربما ......لم يكن يعلم أنها لم ترتديه ولو لمرة واحدة حتى في أول زفاف


كانت مدام أمينه تنظر له في عدم إكتراث تود أن تصرخ ملامحها لتخبره على إختصار الحكاية التي فيما يبدو أنها كانت بالنسبة لها مضيعة للوقت أما أنا فكنت أستمع إليها بعقلي وقلبي يصرخ عقلي ويرجوني أن أهرب من المكان فيرجوني قلبي أن أستمع فقط لصوته أن أنظر لعينيه ............


ياريت تنجز يا أستاذ أحمد أنا معنديش خلق ووقت أسمع الحكاية الطويله العريضة دي إبقى إحكيها للدكتورة بعدين وإنت في القفص حيكون عندكم وقت كثير ماتقلقش


نظر نحوها في غضب وتحدي ولكنه تابع في غير إكتراث موجهاً حديثه نحوي : وإتجوزتها وعشنا مع بعض في فيلتها طبعاً أنا فاكر أول ليلة في جوازنا سألتني سؤال غريب لموضوع تصورت إنها عمرها ماحتفتحه ..........


إنت ليه مسألتنيش عن جوازاتي اللي قبل كده ......إنت عارف إني إتجوزت اكثر من مرة صح ؟

أيوه عارف ........قلت حديثي بإبتسامه وأسندت رأسي للوراء أخرجت سيجارة وبدأت في التدخين في هدوء وأنا أستمع لها

طيب ليه مسألتنيش

أسئلك عن إيه

إتجوزت مين وليه وسبتهم ليه

ميهمنيش أي ماضي في حياتك ده يخصك إنتي

هههههههههههه كلام جميل وسياسي وغير صادق هو في راجل بيفكر كده

عادي أنتي كنتي متجوزة على سنة الله ورسوله عايزاني أسئل في إيه وبتفتحي الموضوع أصلا ليه ولا عايزة تبوظي الليلة

هههههههههه ضحكتني بس من إمتى السجائر

يعني من فترة كده

بس دي بتبوظ الصحة

لا متقلقيش


قال أحمد جملته وناولها سيجارة فنفثت دخانها في الهواء وإبتسمت له في ثقة كانت لا تستطيع أن تخفي إعجاب عينيها به وكان هو يعلم ذلك جيداً وكان ينوي إستغلاله بأقصى ما يستطيع .


مرت سنه............. يتابع أحمد خلتها أسعد ست في الدنيا وأنا كنت أتعس راجل أسوء حاجه لما الواحد يعاشر واحده مش طايقها بس يفضل يمثل الدور كويس على إقتناع إن هدفه حيسعده في النهاية كنت بحتقر نفسي بعد كل وقت بقضيه معاه علشان كنت بحس إني كذاب حتى في مشاعري وإتغيرت إتعلمت اكدب كويس وأخدع كويس وأخون كويس وأخبي كويس وفي الشغل هي طبعا خلتني كل حاجه مسكتلها شغلها وبهرتها ........ في سنة كانت شركتها محققة مكاسب عالية وجداً هي وثقت فيا قوي كانت متخيله إن المرتب الكبير والمنصب الجامد أرضت بي طموحي وفوق طموحي كمان وعمري ما حافكر لا في أذيتها ولا إني حتى أسيبها ده غير إن الأشخاص اللي من نوعية جيهان من كثر ما بيخططوا ويدبروا وينجحوا بيكون واثقين قوي في ذكاءهم مش بيتصوروا إن حد ممكن يضحك عليهم وبتفوتهم تفاصيل صغيرة جايز لو كانوا ركزوا فيها مكنش حد قدر يخدعهم قال جملته الاخيرة وهو ينظر بغضب نحو مدام أمينه كانه يود إخبارها إنه أصبح مثل جيهان وكانت هي مثله ( المقصود أمينه ) ثم تابع :


وبعد ما وثقت إنها إطمنت ليا بدأت في تنفيذ خطتي رفدت مصطفى زميلي اللي كان حذرني منها أنا فاكر يومها جيهان إستغربت قوي لأنه كان من صحابي وإتضايقت لإني عملت ده من نفسي من غير ماستشيرها ............


هو إنت لما تقرر ترفد موظف مش المفروض تقولي

لا مش كل حاجه صغيرة تعرفيها

بس دي مش تفصيلة صغيرة

ليه إيه اهميته يعني

معانا بقاله أكثر من 5 سنين ليه تمشيه فجأة كده

لأنه حرامي

إيه

زي ما بقولك إكتشفت إنه بيدي شغل لشركة ثانية من الباطن وبيشتغلهم كمان ومن مكتبه في شركتنا

إنت متأكد

لا بتبلى عليه جيهان لو مش عاجباكي طريقتي أنا ممكن أسيب الشركة خاص قال ذلك وقد تبدلت ملامحه لغضب شديد جعلها تتراجع عن النقاش كله

حبيبي إنت زعلت يغور هو وغيره أنت أهم حاجه عندي

مش باين

خلاص بقه أصله إتصل إشتكى وأنا إتفاجئت بالموضوع وإستغربت إنك مقلتش

يعني بدل مارجع البيت ونقضى وقت ظريف مع بعض نتكلم عن مشاكل الشغل والأستاذ مصطفى

عندك حق خلاص بقه بلاش تبوز بيبقى شكلك وحش

إنتي عارفه أنا أد ايه في الشغل دوغري وقرارتي مش عشوائية

خلاص قفل عالموضوع بص يا حبيبي دش دافي حيهدي أعصابك وحننسى النقاش كله


إبتسم لها بمكر كان يعلم ماذا تريد وكان يلبي رغباتها دائماً لتنسى كل مهم ولا تفكر سوى به ...............أما هو فخرج مساءاً أثناء نومها إبتعد حتى لا تسمع حديث الهاتف وبدأ حديثه : أيوه يا مصطفى ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق