الاسم دسوقي عبدالحميد دسوقي
السن 40 سنه
المهنه مدرس تاريخ
ينظر اليه الكثيرون بشفقه فهو الرجل الأعزب الذي يعيش في شقه متواضعه مع والدته المريضه فاته قطار الزواج ولم يعد يفكر حتى في اللحاق به او اللحاق بأي قطار آخر يعيش راضيا بتلك الحياة الروتينية ولكن دسوقي كانت له هوايه غريبة نوعاً ما ربما كانت موجوده عند أغلبنا ولكنها كانت تمثل له أهميه خاصة إنه يحب الأحلام يعشق الخيال يسرح بخياله ويعيش أروع اللحظات التي لم يفعلها فى الحقيقه كلنا نفعل ذلك ربما........ ولكن دسوقي يعيش تفاصيل حلمه وقصته كحياته تماما قد يستغرق حلمه ساعات وقد يستغرق اياما دعوني اتخطى تلك التفاصيل ونقفز سويا داخل عالم أحلام دسوقي
كانت السابعة صباحا عندما إستيقظ دسوقي من نومه وهم يفتح عينيه بكسل ليستعد للذهاب للعمل ولكن بمجرد ان فتح عينيه وجد دسوقي نفسه على سرير فاخر وغرفة بالتأكيد ليست غرفته
إيه ده يا دسوقي إنت حلمت تاني إيه السرير ده وإيه الأوضه دى أنا فين نظر دسوقي حوله بذهول ولم يقطع افكاره سوى طرق بسيط على الباب تبعها دخول خادم بادب يستأذن لتحضير الحمام عندها قرر دسوقي ان بستمتع بحلمه واستمتع بالدش الساخن والافطار اللذيذ ثم ارتدى ملابسه ليبدأ المهمه ويعرف مكانه بمجرد ان خرج دسوقي من غرفته عرف انه في قصر وليس اي قصر ياه ايه المكان ده ايه العفش ده أنا فييييييييييييين
وفجأة اتجهت اليه سيدة جميله وابتسمت وهي تقول صباح الخير يا فندم
وفجأة اتجهت اليه سيدة جميله وابتسمت وهي تقول صباح الخير يا فندم
صباح النور قالها دسوقي وهو سعيد سعيد جداً في الحقيقة ثم حدث نفسه أنا عرفت دلوقتي أنا مين أنا اكيد بقيت نجيب ساويرس ودى السكرتيرة الخاصة بتاعتي يا سلاااااااااااام عليك يا دسوقي وعلى أحلامك يا موبينيل يا جامد لا شحن ولا كارت وحتكلم براحتي
سيادة الوزير مستني سيادتك فى المكتب ووجدها دسوقي تشير الى احدى الغرف ياه الوزير جاى يزوه يا ترى وزير إيه ولكن فجأه توقفت افكار دسوقي عندما وجد وزير الداخلية امامه وجها لوجه وبجانبه رئيس ديوان الجمهورية صباح الخيريا ريس !!!!!!!!
صمت صمت صمت مدة ليست بقصيرة من الصمت سادت المكان
ريس ريس ريس ايييييييييييه لااااااااااااا كده الحلم ده ممكن يحبسني أنا لازم أقوم من النوم دلوقتي حالا
صباح الخير يا ريس حضرتك شكلك لسه زعلان
نظر له دسوقي وظل صامتا ( هو فاكرني زعلان أنا ساكت لأني مش عارف أتنيل أقول إيه .... إيه الورطة دى )
إسترسل وزير الداخلية في حديثه يا ريس اؤكد ليك الكلام اللي وصلك غلط العيال دي مش مجرد طلبة بتعمل مظاهرات دي مزقوقة يا ريس منتا عارف أعدائنا كتير والطمعانين فينا اكثر
ااااااه شكله حابس عيال ولا ضربهم ولا عذبهم وطبعا جاي يبرر موقفه بس ده كلام قديم قوي مش يجددوا بقه أنا لازم اتكلم مش حينفع افضل ساكت كده طيب حقول ايه اقول ايه................
نظر دسوقي لرئيس الديوان لعله يقول شيئا ينقذه من تلك الورطه ولكن رئيس الديوان ظل صامتا
نظر دسوقي مرة اخرى للوزير ......فكر ملياً ثم قال
خلاص أنا فهمت وجهة نظرك يفضل نقفل الموضوع ده دلوقتي
أمرك يا ريس
إستأذن وزير الداخلية في الإنصراف وبعدها نظر دسوقي لرئيس الديوان متسائلا
ماقولتش حاجه يعني
هو في كلامك بعد كلامك يا ريس
اممممممم اسمع رأيك
ابتسم رئيس الديوان واقترب من دسوقي وقال له في هدوء يا ريس احنا عارفين انه بيبالغ بس برده الاحتياط واجب والايام دي لازم ناخد بالنا من كل حاجه الصغيرة قبل الكبيرة
نظر دسوقي لرئيس الديوان في تلك اللحظة علم دسوقي أنه أمام شخص لن يقابله سوى في احلامه والحمد لله على كده ده رئيس الديوان ده اللي عنده كل حاجه عنده المطبخ كله
الوفد الماليزي حيشرف كمان ربع يا ريس وبعديه بساعتين حنتحرك لشرم الشيخ عشان نستقبل ملك الأردن ومعاه أبو مازن .......................
كان يوما طويلا هكذا قال دسوقي لنفسه قبل ان يستلقي على الفراش الوثير في القصر المنشود بشرم الشيخ المدينة التي لم يراها سوى في أحلامه والقصر الذي تجرأت أحلامه وأدخلته فيه يااااااااااااااااااااااااااه ايه ده انا دماغي ورمت لااا وانا كل يوم قاعد على القهوه أقول وأعيد نحارب مانحاربش ليييييييه أديني مكان الكبير ومش قادر اقولها !!!!!!! مشكلة الإسرائليين دول مش حيرتاحوا إلا لما يوزعوا الفلسطنيين شوية في الأردن والباقي حنلاقيهم قاعدين معانا في مصر بس اقول ايه مسنودين ولاد الإيه يبقوا لوحدهم بس كنا فرمناهم منهم لله الامريكان .... لا يا دسوقي موضوع حل القضية الفلسطينية ده صعب عليك قوي انت مش قده انا كفاية عليا الشعب الغلبان رغيف عيش ميه صرف صحي كده
تلك هي اللحظة التي قرر فيها دسوقي أن يعيش حلمه ولا يحاول الهروب منه ليس هذا فقط بل سيغتنم الفرصة سيصلح الأخطاء التي طالما إنتقدها سيحل المشاكل ويتغلب على الفساد نعم سيبدأ الإصلاح ويسعي لتحقيقه حتى لو كان في أحلامه فقط
حاول ألا ينام خوفا من أن يستيقظ من حلمه الذي لم يبدأ في التعود عليه فقط بل أحبه أيضا ولكن في النهاية تغلب عليه الفراش الوثير والإجهاد وغط في نوم عميق .
إستيقظ دسوقي من نومه في اليوم التالي سعيدا بالطبع فهو مازال في حلمه ولم يخرج منه وبنشاط إستبدل ملابسه وتناول إفطاره ليستدعي رئيس ديوانه
صباح الخير يا فندم
صباح النور خليهم يحضروا الطيارة عشان حارجع على القاهرة
خير يا ريس في حاجه اصل حضرتك كنت ناوي تقعد هنا كام يوم
غيرت رأيي خليهم يجهزوا الطيارة وبلغ وزيرالتضامن يجيلي على القصر إستدعيه فورا
نظر إليه رئيس الديوان نظرة خبيثة ما لبث ان تداركها بقوله أوامرك يا ريس
كان صباحا عاديا بالنسبة للوزير إستقل سيارته متوجها للوزارة متابعاً لأعماله اليومية حتى رن هاتفه المحمول ولمحت عيناه الرقم الذي يخشاه كل وزير
قصر الرئاسة يا ساتر استر يا ترى في ايه
إستقبل الوزير المكالمه ليتجه بعدها إلي قصر الرئاسة محملاً بالآمال والمخاوف والتساؤلات
ياترى في ايه هكذا ظل الوزير يحادث نفسه طوال الطريق
إستدعاء ربنا يستر ممكن يكون الريس عرف بموضوع الرشوة اللى إتورط فيه المساعد بتاعي تبقى كارثة لا لا اكيد مايعرفش ولا عشان المشاكل اللى حصلت في بعثة الحج ولا عشان ازمة أنابيب البوتاجاز الأخيرة
وهكذا ظل الوزير يفكر في جميع المشاكل الخاصة بوزارته الحبيبة ناسياً أهم مشكلة وهو رغيف العيش القومي حلم المواطن المصري وربما السبب في ذلك ان الوزير طالما ناقش هذه المشكله مرارا وتكرارا وقدم مشاكل لكل الحلول التي طرحت أمامه
وصل دسوقي الي القاهرة ليجد الوزير في إنتظاره
كان دسوقي يفكر في هذا الرجل طوال الطريق ...... خيل له أنه سيقوم بتعنيفه بمجرد رؤيته أنه مصدر معاناة الكثير من الكادحين اللذين أصبحوا بفضله يتعاركون من أجل الحصول على الخبز
ربما لم يعاني دسوقي الأمر بنفسه فهو موظف في الحكومة وغير متزوج لا يعول سوى والدته ولذلك يستطيع ان يتحمل نفقات خبز العشرة قروش وأوقات كمان الرغيف الملكي أبو ربع جنيه
مسكين دسوقي مايعرفش إنه بقة بخمسين قرش وكمان خمسة وسبعين
على الجانب الآخر الوزير الخائف يلعن الوزارة ومشاكلها ويحقد على غيره من الوزراء المحظوظين مثل وزير الإسكان والأستثمار والبترول ولم يستمر الوزير في أفكاره كثيراً فقد حان موعد المقابله ....................
إزيك يا سيادة الوزير أخبارك ايه
قالها دسوقي بثقه وهو يجلس على كرسي مكتبه
الحمد لله يا ريس
امممممممم طبعا إنت عايز تعرف إنت هنا ليه
صمت الوزير وابتسم وظل ينظر لدسوقي مترقباً وأكمل الاخير حديثه في هدوء ولكنه غاضب
المشاكل مش بتتحل والناس تعبانه نفسها تاكل رغيف عيش كويس
رغيف عيش عيش ايه انت جايبني هنا عشان العيش دانتا قديم قوي بهذه الكلمات حدث الوزير نفسه وما زالت الابتسامه لا تفارقه
اممممممم مش بترد ليه يا دكتور قولي إيه التطوير اللي عملته
التطوير اه طبعا يا فندم والله يافندم أنا شغال في الوزاره ليل ونهار عشان أحل المشكلة دي مابنامش يا فندم والله
اممممممم كويس وحليتها
يا فندم أنا فى خلال ال9 شهور اللى فاتوا كونت لجنه من 11 مستشار كلهم بيأكدوا يا فندم ان المشكله فى جشع أصحاب المخابز وبيعهم للدقيق في السوق السوداء
يا علي الكلام ده كان من 3 سنين
تحول لون الوزير لألوان عديدة منها الاحمر والاصفر وهو يتابع حديثه
تمام يا ريس تمام ماهو عشان كده انا كونت لجنه ثانية من 20 مستشار عشان نحل المشكله يا فندم
ظل دسوقي ينظر صامتاً للوزير الخائف على المنصب .................... إيه كمية المستشارين دي كل ده عشان رغيف العيش وبرده مش عارفين ناكله أرد أقول إيه أنا نفسي أقوم أضربه بس ماينفعش ............... طيب خلاص اتفضل انت دلوقتي يا دكتور
غادر الوزير المكتب ولكنه لم يكن مطمئنا ومعه الحق فمع خروجه كتب قرار الإقالة
نوع من الإنجاز حتى لو كان بسيطا هذا هو الإحساس الذي شعر به دسوقي بعد ذلك نعم لقد أنقذ الشعب من هذا الوزير الفاشل وتلك فقط البدايه ......................
دخل رئيس الديوان المكتب متوجها نحو دسوقي وعلى وجهه ابتسامه مصتنعه
أوامرك يا ريس حضرتك طلبتني
أيوه انا عايزك تكلم رئيس الوزراء وتجيبلي أسماء وملفات المرشحين للوزارة عايز أختار الوزير الجديد بنفسي
حاضر يا ريس تأمر بحاجه تانية
لا بس ياريت الموضوع ده يخلص بسرعة
في أسرع وقت يا ريس
انتهت المحادثة المقتضبة بين دسوقي ورئيس الديوان الذي لم يكن سعيدا بتلك الأحداث وخرج من المكتب تسبقه أفكاره .................. الريس ماله متغير شويه !!!!
بسرعة كلمة بسيطة جدا ولكنها تكتسب قدرة هائلة عندما ينطقها الرئيس عندها فقط ما ينتهي في شهر يصبح جاهزاً في أقل من ساعة وتحل كل المشاكل وتختفي العقد نعم بسرعة
وبالفعل في اليوم التالي كان رئيس الوزراء حاضرا ومعه أسماء وملفات المرشحين للمنصب المنشود وقد فرزهم بعناية لتكون إجابته حاضرة وجاهزة دوماً أمام الرئيس ولكن إذا فكر بعناية قد يكتشف أن الامر لا يحتاج كل هذا التحضير فرئيس الوزراء قائمته في الترشيحات معروفه فهي غالباً تتكون من اصدقاءه من أساتذة الجامعات أو مستشارين من داخل الوزارة
إزيك يا دكتور محمود قالها دسوقي مبتسماً وهو يوجه حديثه لرئيس الوزراء
بخير يا ريس طول ما سيادتك بخير................. إتفضل حضرتك دي الملفات للمرشحين زي ما حضرتك طلبت
كويس وريني كده جلس دسوقي يتفحص الملفات بدقه ويستفسر عن الأسماء ورئيس الوزراء يجيبه حتى نظر دسوقي إليه في النهاية قائلاً هو الحقيقة كلهم ناس ممتازين لكن الوزارة محتاجه حد تاني خالص
نظر رئيس الوزراء إليه في إرتباك : يعني محدش عاجبك منهم يا ريس
هما ناس محترمة لكن أنا شايف إن الوزارة محتاجه شدة محتاجه إنضباط عشان كده أنا كلمت وزير الدفاع وهو رشح عادل منصور محافظ إسكندرية هو ممتاز وليه إنجاز في كل مكان إشتغل فيه إيه رأيكم
قفز رئيس الوزراء من مقعده وهو يقول إختيار ممتاز يا ريس فعلاً الوزارة محتاجه انضباط وشدة
كانت السعادة واضحة على وجه رئيس الوزراء حيث أن الرئيس أراحه من عبء إختيار الوزير وربما تحمل نتيجة أخطائه أما رئيس الديوان فقد ظل صامتاً تعلو وجهه ابتسامة صفراء ......
دسوقي عاش في حلمه بسعادة أحس أنه إمتلك الدنيا و أن احلامه أوامر زادت سعادته بعد نجاح وزير التضامن الجديد وتصدر صوره الصحف والمجلات بعد مده قصيرة من توليه المنصب.
كان دسوقي سعيداً بهذا النجاح فهو من إختاره هو من سيريح الشعب من أعبائه ويوفر لهم الحياة الكريمة ولماذا لا فهو ابن الشعب وأكثر من يشعر بإحتياجه ولهذا كان دسوقي سريعاً متجهاً بقوة نحو طريق الإصلاح نحو تغيير وزير آخر فالتغيير مطلب وطالما نادى به والآن سينفذه ولن يمنعه أحد ....................... ربما من يعلم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الإصلاح تلك الكلمة التي ظل دسوقي يستمع إليها سنين عدة تطل عليه من برامج التليفزيون و من احزاب المعارضة تطل عليه من أفواه أعضاء الحزب الحاكم الذي يعد به يوميا ويقسم أنه يخطو في طريقه ولكن يبدو أنه في هذا الطريق وحده فطريق الحزب الحاكم ليس به تكسير ولا مطبات بعكس طريق الشعب المتهالك
كل تلك الأفكار كانت تتجول داخل رأسه قبل موعده مع وزير الزراعة الذي استقبل نبأ إستدعاءه بصدمة جاء على أثرها بوجه حائر يسبقه فضول وأماني ان يبقي وزيراً ربما للأبد ............
كان حظ وزير الزراعة أسوء من وزير التضامن فدسوقي قد إتخذ قراره من قبل أن يقابل الوزير هو يرى أن التغيير مطلوب وأن هذا الوزير قد استنفذ أفكاره ولن يعطي جديداً ولا حتى قديماً ولكن لم يكن هذا السبب الوحيد لتغيير الوزير فدسوقي يفكر في شىء آخر في رجل آخر يسعي ليضعه على رأس تلك الوزارة ولكن دسوقي شخص بسيط لا يعلم أن التغيير ليه حدود يا ريس !!!!!!!
الدكتور عبد الرحمن خليل لا يعرفه الكثيرون من أبناء الشعب ربما لا يعرفه أي منهم حتى دسوقي لم يسمع عنه إلا منذ سنوات قليلة وبالصدفة البحته أثناء جلوسه على القهوة وهو يمسك بكوب الشاي الساخن ويرتشفه ببطء لمح عنوان المقال في الجريدة التي يقرأها أستاذ محفوظ جاره
العنوان الذي كان يتحدث عن البحث العلمي الذي سيحل مشاكل زراعة القمح في مصر ويتحدث عن توفير المياه
جريدة الحرية لم يكن دسوقي يقرأ هذه الجريدة ولم يسمع عنها من قبل ولكن عنوان هذا المقال هو ما دفعه لإستعارتها من جاره ثم المواظبة على شرائها بعد ذلك قرأ دسوقي هذا المقال عدة مرات وكل مرة يتعجب كيف أن الحكومة تترك رجلاً مثل هذا العالم الذي يقدم حلولاً منطقية وبسيطة لتلك المشاكل من قلة أنتاج القمح وهدر المياة إلى أنفلوانزا الطيور
دسوقي الذي طالما جلس صامتاً أمام التلفاز متعجباً وهو ممسك بجريدته من تصريحات المسؤولين عن زيادة الإستهلاك وزيادة السكان التي قضت على الماء والاكل والهواء دون ذكر حلول منطقية لكل هذا وكأن الشعب مخطىء لأنه يأكل ويشرب ويتزوج وينجب وأن العدد يجب أن يبقى ثابتاً على مر الاعوام ولكن كلمات دكتور عبد الرحمن كانت مختلفة هذا العالم الحاصل على الدكتوراه من احد الجامعات الأمريكية وقد عاد لمصر وكله امل ان يفيد هذا البلد ولكنه أيقن أن من مثله من أصحاب الاراء السياسية الصريحة لا يستطيعون المضي قدماً في بحر النفاق السياسي حتى ولو كان معجزة علمية كما أطلق عليه البعض .
إختفاء اللون الأخضر من المحروسة
استخدام الطاقة الشمسية والنووية لتحلية مياه البحر لسد عجز المياة المتوقع
إعادة النظر في زراعة المحاصيل الشرهة للمياة
التوسع الأفقي في الصحراء
تحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح
تغيير طرق الري التقليدية
عناوين متعددة تناقش مشاكل وتقدم حلولاً . ظل دسوقي مواظباً على قراءة المقالات التي تتحدث عن الدكتور عبد الرحمن و أبحاثه التي يبدو أنها لم ترى النور وضلت طريقها فلم تستطع الوصول الى وزارة الزراعة
تلك هي الأفكار التي دارت في عقل دسوقي بعد مقابلة أو بمعني آخر إقالة الوزير ولكنه لم يكن يتوقع تلك النظرة على وجه رئيس ديوانه بمجرد ذكر إسم عبدالرحمن خليل
رئيس الديوان الذي ما يزال حائراً من التغييرات المفاجئة التي يجريها رئيس الدولة ليأتي هذا الإقتراح ليكون الصدمة الكبرى التي جعلت لسانه يتوقف عن الكلام
إزاي الريس يعمل كده عايز يجيب في الوزارة واحد من المحظورة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حضرتك شكلك ناسي يا ريس
تلك هى الكلمات التي نطق بها رئيس الديوان بعد صدمته من حديث الرئيس
ناسي إيه بالضبط رد دسوقي بإقتضاب
ناسي إن الدكتور عبد الرحمن ليه إنتماءات لجماعة الإخوان المسلمين
ابتسم دسوقي ابتسامة ماكرة وأكمل حديثه لأ طبعاً مش ناسي
طيب يا ريس إزاي
من غير إزاي قراري المرة دي مبني على الكفاءة من غير أي إعتبارات تانية
بس يا ريس الإعتبارات دي مش بسيطة احنا كده بنعترف إعتراف ضمني بوجود الإخوان وكمان خلينا ليهم وجود جوه الحكومة
وإيه المشكلة تجربة عشان يعرفوا أد إيه إحنا نظام ديمقراطي
كانت إجابة رئيس الديوان هذه المرة نظرة تنم عن عدم الإقتناع تبعتها كلماته في نبرة هادئة نوعاً ما.............. مش عارف يا ريس أرجو إنك تفكر في القرار ده تاني خصوصا إن الأمريكان مش حيعجبهم وجود وزير بخلفية إسلامية متشددة في الحكومة
هي بلدنا ولا بلد الامريكان خرجت الكلمات من دسوقي بعنف صادر عن أحد أبناء الشعب لم يكون وقتها يتكلم بلغة الزعماء بل بلغة أبسط بكثير............. لغة الشعب
جلس دسوقي يتخيل عناوين الصحف وحديث وكالات الأنباء بعد أن يتم تفعيل قراره ستختلف الآراء حتماً بين راضٍ وناقم ولكنه كان متفائلاً بقراره وغداً ستتوالى نجاحات الدكتور عبد الرحمن ليعقبها تغييرات اكبر في مسار تنمية هذا الوطن
يا ريس يا ريس في خبر وحش
بهذه الكلمات اقتحم رئيس الديوان خلوة دسوقي ووجهه لا يبشر بخير
في إيه ؟؟؟؟؟
شغب شغب في الشارع يا ريس إنقلاب
إيه انت بتقول إيه ان مش قلت ان ده مجرد حماس شباب ووزير الداخلية قال انه مسيطر على الموقف
أيوه يا ريس بس الإخوان دخلوا في الموضوع الإخوان يا ريس وشدد رئيس الديوان على تلك الجمله التي فهم دسوقي مقصدها
إحنا منتظرين أوامرك يا ريس باستخدام العنف اكثر من 10 ألاف معتصمين وزيهم في إسكندرية وزيهم في المحافظات
معتصمين ليه طلباتهم إيه
بقولك إنقلاب يا ريس عايزيين النظام يمشي
انا شايف يا ريس إنك لازم تنتقل لمكان آمن لحد مالأمن يتعامل معاهم
كانت الكلمات تدور بعقل دسوقي كالدوامة ظل صامتا لا يدري ماذا يقول
حدث نفسه بغضب الشعب الغبي مش كانوا يصبروا أنا في دماغي أفكار كتير عشان مصلحة البلد دي أعمل ايه أطلع أتكلم وأهديهم لا ده فال وحش بتاع تونس عمل كده طيب أعمل إيه
يا ريس قرارك يا ريس الداخلية مش حتتحرك إلا بقرارك ماتتهاونش يا ريس مصر مستهدفة وإنت عارف
مصر مستهدفة وأنا عارف أنا خلاص مابقتش عارف حاجه هكذا حدث دسوقي نفسه
بعد تفكير وعلى طريقة أحمد مكي في طير إنت عندما أراد أن يتخلص من مأزق حسن شحاته في الإستاد قرر دسوقي أن يترك حلمه ليعود إلى صفوف الجماهير مشاركاً معهم في الثورة
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق