الاثنين، 19 مارس 2012

منزل الأسرار قصة على أجزاء .................(2)

الفصل الخامس

ابن السيدة جيهان


مرت الأيام وبدأت اعتاد على عملى وسكني الجديد وكونت صداقه جيدة مع مدام أمينه وقلت حدت التوتر التي أصابتني في البدايه وبدات أعتاد المكان وكان اليوم يمر سريعاً بين التواجد في الجامعة في الصباح وممارسة عملي مع السيدة جيهان في المساء ووجدت في الحديقة بقعة منعزلة بجانب أرجوحه قديمة أصبحت مكاني المفضل فكنت أحبذ الجلوس فيها بعض الوقت في الهواء الطلق بل وامكث فيها للمذاكرة أحياناً .


كنت أشعر بوجودي داخل قصر كبير مع عدد قليل من الناس خصوصاً أن مدام أمينه الوحيدة التي كنت اتجاذب معها اطراف الحديث كانت تقضي وقتاً كبيراً مع السيدة جيهان للإعتناء بها فعلى الرغم من الطبع الصعب الخاص بالسيدة جيهان المتناقض مع شخصية مدام أمينة الودودة إلا انهما كانتا منسجمتان مع بعضهما وهذا جعل لمدام أمينه مكانه مهمه عند ابن السيدة جيهان كما تقول وعلى الرغم من إحساسي بالوحده والفراغ إلا أنني كنت سعيدة بهذا الوقت وكنت أحسن إستغلاله في متابعة دراستي التي اهملتها قبل ذلك نتيجة ظروف العمل ومرت الأيام ........
لم يعكر صفوها سوى بعض النظرات الناقمة من السيدة جيهان نحوي ولكني بدأت أعتاد عليها .


على فكره أستاذ أحمد ابن جيهان هانم رجع النهارده من السفر.....قالت مدام امينه تلك الكلمات ونحن نتناول طعام الغذاء ثم أكملت حديثها هو عايز يشوفك عشان يطمن على حالة والدته منك خصوصاً لما عرف إنك دكتوره هو منتظرك في المكتب


أنهيت غدائي سريعاً واتجهت نحو غرفة المكتب لمقابلة سيد المنزل ولا أدري لماذا كنت أشعر بالتوتر ربما لأنني تخيلته مثل والدته وتوقعت أنه سيرمقني بنفذ نظرة الجمود

كان شاباً وسيماً تلحظ ذلك بسهولة بمجرد رؤيته يمتاز بشعر اسود وعينين مميزتين لا يشبه والدته بتاتاً على الرغم من انها أيضاً ما زالت تحتفظ بقدر من الجمال ولكنه كان مختلف ربما رمقني بنفس نظرة الدهشه التي رمقتني هي بها في أول مقابله ولكنها لم تكن نظرة غاضبه كنظرتها بدأت تحيتي بالسلام فنظر لي مطولاً في صمت حتى انني وددت الخروج ثم قال : إتفضلي يا ....

رددت بهدوء : ريم

فقال مبتسماً : اتفضلي ياريم

جلست على الكرسي المواجه لمكتبه الضخم

- أخبار والدتي إيه يا دكتورة ؟؟ مدام أمينه قالت لي إنك طالبة في كلية الطب

- والدة حضرتك صحتها مستقرة الحمد لله

- هو ده اللى يهمني إن تكون حالتها مستقرة

قام من مكانه وجاء وجلس في المقعد المواجه لمقعدى جلس أمامي ونظر نحوي وظل صامتاً لفترة أحسست لحظتها  بالإرتباك وهممت لأغادر المكان بسرعة وأنا أقول

- طيب انا حاستأذن حضرتك لازم أطلع لمدام جيهان علشان معاد الحقنه

- طبعا إتفضلي

غادرت المكان وظل يتابعني بنظرته حتى غادرت الغرفه لم تكن ناقمة كنظرات والدته ولكنها أربكتني وجعلتني أود الهروب من أمامه سريعاً.................


 

 

 

الفصل الخامس

لقاء آخر



مر يومان على مقابلتي معه لم أكن أراه في المنزل علمت من مدام أمينه أنه لا يمكث في المنزل كثيراً وأحياناً يخرج من الصباح الباكر ولا يعود إلا بعد منتصف الليل حتى جاء ذلك اليوم كنت جالسه في الحديقة في بقعتي المفضله ومعى كتاب أستذكر فيه بهدوء حتى وجدته فجأه أمامي وقفت بمجرد رؤيتي له أما هو فقد نظر الى كتابي مطولاً ثم قال

- أنا قلت إنتي قاعده في الهدوء والجو الجميل ده ومعاكي قصه ألاقيكي بتذاكري

- ابتسمت محاولة التخلص من التوتر العجيب الذي يصيبني عند رؤيته وقلت

- أنا بحب أذاكر في المكان ده هادي والجو حلو

- شوفي انا عايش هنا بقالي اد ايه وعمري ما شفت حلاوة المكان ده حتى المرجيحة القديمة اللى مابتمرجحش دي شكلها لذيذ

نظر نحوي مره أخرى في صمت ثم تابع

ايه رأيك في البيت كئيب صح

أبداً

إنتى من إسكندرية يا ريم

لا انا من القاهرة لكن كليتي هنا

اه كنتى قاعده فين قبل كده أكيد في المدينة الجامعية

فعلاً

لا يبقى اكيد القصر هنا أفضل منها بس بيتهيألي هناك الصحبة أحلى

انا مكنش تقريبا عندي وقت للصحبه لأني كان ضايع بين الكلية والشغل

نادراً لما الواحد يقابل بنت زيك بتدرس وبتشتغل برافو .....صمت قليلا ثم تابع حديثه ظل يسألني عن عملى السابق وعن عائلتي وعلى الرغم انني كنت أجيبه بإقتضاب فلم اكن كثيرة الحديث بطبعي إلا أنه في خلال فترة وجيزة عرف عن عائلتي أمي والفتيات الصغار وسبب إصراري على العمل لمساعدة امي رفقاً بحالها وإضطرارها للعمل ليلاً ونهاراً بعد فقدان الوالد إمتد الحديث بيننا اكثر من ساعة حتى تأخر الوقت وفضلت إنهاء الحوار قائلة : أنا لازم استئذن حضرتك علشان عندي كلية من بدري

إيه ده بتنامي بدري كده دي الساعة لسه 11

امممممم بصحى بدري

ولا زهئتي من أسئلتي ؟؟

أبداً

خلاص إتفضلي ممكن نتمشى سوا لغاية القصر انا كمان ححاول أنام بدري

ابتسمت له واتجهنا سوياً نحو القصر ولاحظت نظرته نحو شباك والدته ويبدو خيال أحدهم من وراء الستائر ويبدو أنها كانت مدام أمينة ويبدو انها كانت تراقبنا طوال الوقت ...............


الفصل السادس

بداية حب


مضت الأيام وأصبح هو رفيق الحديث بدلاً من مدام أمينة أصبح حديثنا لا ينقطع يومياً بجانب تلك الأرجوحه وأصبحت تلك الأوقات التي أمضيها معه أسعد اوقات اليوم بل انني كنت أنتظر المساء بلهفة حتى أتجه لأرجوحتي القديمة ومعي كتاب لا أنوي النظر فيه منتظرة قدومه. تحدثنا عن كل شىء إلا عن نفسه كان يسئلني عن عائلتي وأصدقائي عن عملي السابق عن طموحاتي وأحلامي أما هو فقلما كان يتحدث عن نفسه ربما عن عمله عن أصدقاءه الذي لا يتذكر أسماء بعضهم فعلمت أنهم ليسوا حقاً بإصدقاء حتى جاء يوم وجدته يقول لي : انتى تشبهي حد كنت اعرفه زمان بس في الشكل لكن الطبع النقيض

ظللت أنظر إليه صامته منتظرة بقيه حديثه فأكمل : هي كانت عايزة كثير من كل حاجه فلوس كثير حب كثير بس انتي مختلفه الفلوس عندك غاية مش وسيلة والحب مش عارف انتي ايه رأيك

أحسست بالغضب وقد أحاطني من كل جانب عندما تحدث فيما يبدو عن حبيبته السابقه ولم أعرف هل هو غضب أم غيره ولكن الشعور بالإرتباك هو الذي طغي على كل شىء عندما تحدث عن الحب وظللت صامته فترة وظل هو صامتاً ينظر نحوي منتظراً للإجابة عندها حاولت المتابعه بهدوء وقلت : الفلوس ممكن تكون كثير أو قليل لكن الحب لأ الحب قوة أو ضعف

نظر نحوي مبتسماً متسائلاً : وإنتي بالنسبة ليكي الحب قوة ولا ضعف

نظرت نحوه مجيبة في شجاعه وغضب : مش عارفه

فنظر نحوي في إصرار : ليه انتى محبتيش قبل كده

فأجبته : لا

فتابع : ولا بتحبي دلوقتي

فترة من الصمت عجز فيها لساني عن الكلام ثم قلت بتحدي : لا

لم أكن اعلم هل اتحداه ام اتحدى نفسي أم هو ذلك الغضب الذي تمكن مني عندما علمت انني شبيهه بحبيبة قديمة ذلك الغضب الذي اقترب منى وقذف في وجهي الحقيقة التي علمتها بعد ذلك إنني أحبه


قررت بعدها الإبتعاد كنت أتحاشى النزول للحديقة وأترك المنزل في الصباح الباكر قبل إستيقاظه كنت أنظر لنفسي في المرآه لأرى حمقاء ستوقع نفسها في حب لا يناسبها لشخص إنجذب إليها ربما لأنها ذكرته بحبه الأول


وآثرت الإبتعاد وإعتبرته صاحب عمل أضطر لرؤيته ولو للحظات قليلة وأتحاشاه بقية اليوم والأمر بالطبع لن يكون صعباً فهو قليل الظهور وتواجده في المنزل لا يتعدى ساعات قليلة


في البداية رأيته أكثر من مرة في الحديقة في بقعتنا المفضلة علمت أنه ينتظرني وإختفيت داخل غرفتي كنت أرى غضبه وأستمع لخطواته القوية خارج باب غرفتي وكأنه ينبهني بمروره وعلى قدر ما كنت أرغب في رؤيته والحديث معه ولو لدقائق بسيطة على قدر ما قررت الإبتعاد فهذا ليس وقت الحب وليست بي قوة لهذا الحب


ومرت الليالي وإبتعد هو الآخر وظننت في البداية أن هذا الأمر سيريحني ولكن حدث العكس ظللت أبحث عنه في ظلام الليل من نافذة غرفتي عسى أن أجده بجانب أرجوحتنا المتهالكة .....سهرت لبعد منتصف الليل عسى أن أستمع لخطواته .....أن أشعر بمروره أمام باب غرفتي ......أحسست بالحيرة واليأس والحماقة ووددت أن يعود بس الزمن إلى الوراء حتى أرفض تلك الوظيفة .....ليتني لم أراه .................وحاولت العودة بقوة لريم القديمة وشغلت نفسي بمحاضراتي وكتبي وشعرت بالراحة نوعاً ما حتى ظهر امامي مرة أخرى من العدم كان يقف بسيارته الفارهه أمام الجامعة رأيته رآني وتلاقت نظراتنا ظللت جامده مكاني أفكر هاهو يبحث عني ويشتاق لرؤيتي لست وحدي إذن فهو غارق في الحب مثلي وبين أفكاري ظل هو ينظر نحوي في صمت وغضب ليختفي بعدها منطلقاً بسيارته نحو الزحام وأنا أقف حائرة بين سعادة قلبي وغضب عقلي


الفصل السابع

رحلة


لم يمر وقتاً كثيراً فمجرد عودتي للمنزل وجدته أمامي .....

-إزيك يا ريم مختفية ليه

- أبداً حختفي أروح فين

- يعني مش بقيت أشوفك في الجنينة زي كل يوم إنتي إتضايقتي من كلامي آخر مرة

كان يتحدث وكأنني لم أراه لتوي وكأنه لم يختفي هو الآخر

كنت أشعر بالإرتباك ليس فقط من حديثه ولكن من نظرته نحوي كانت تشعرني بالسعادة والحيرة في آن واحد كنت أبحث داخل عقلي عن كلمات أستطيع بها الهروب من أمامه ولكن دون جدوي وفجأه إختلفت نبرة حديثه وأصبحت أكثر جدية وسألني قائلاً : إنتي يوم الجمعة الجاي موجودة ولا حتنزلي أجازة ؟؟

موجودة خير

أبداً عايز آخذ والدتي الشاليه بتاعنا في الساحل علشان تغير جو وتقعد شوية قدام البحر وطبعا لازم إنتي ومدام أمينه تكونوا معاها أنا مش حطمن عليها إلا وإنتي معاها يعني لا قدر الله أي طارئ

بس هو إحنا في الشتاء

وايه المشكله ده احلى جو جو البحر في الشتاء وبعدين الموضوع كله حنبات ليلة وحنرجع خلاص اعملي حسابك وانا بلغت مدام أمينه


قال ما قال وإنطلق بسيارته مسرعاً دون أن ينظر نحوي أو أن أجد فرصة للقبول أو الرفض .................


 

 

مر يومان لم نتقابل لم أراه حتى حان موعد السفر استيقظت مبكراً كعادتي وكنت أود أن أعتذر عن السفر لولا تدخل مدام أمينة التي أخبرتني عن السيدة جيهان وظروف مرضها التي تجعلها حبيسة المنزل وقد تكون تلك الرحلة فرصة جيده لها للإستجمام وقد يتم إلغاءها إذا رفضت حيث أن السيد الصغير مصر على تواجدي معها وبدا لي أن مدام أمينة سعيدة بتلك الرحلة أكثر من مدام جيهان وأنها تود الخروج من هذا القصر الكئيب فلم اجد أمامي سوى القبول


نزلت لأجد مدام أمينة تساعد السائق في وضع بعض المستلزمات داخل السيارة ولفت نظري وجود سيارتين الكبيرة يجلس فيها السائق واخري أقل حجماً كان يجلس فيها ويتحدث في الهاتف توقف عن الحديث برهه عندما رآني ثم أكمل حديثه ولم يعرني إنتباهاً في هذا الوقت إستدعت مدام امينة السائق ليساعدها على نزول جيهان هانم حتى تركب السيارة وبالفعل بعد عدة دقائق إستقرت جيهان هانم داخل السيارة الكبيرة وتوقعت أننا جميعا سنركب نفس السيارة فلقد كانت سيارة رباعية كبيرة وهممت لأتخذ مكاني داخل السيارة ولكن عندها ترجل من سيارته وإتجه نحونا وهو يقول : صباح الخير ها جاهزين

فردت مدام أمينه : أيوه جاهزين

كانت ترد بسعادة بالغة ذكرتني بسعادة الأطفال بالرحلات والتنزه

نظر نحوي ونحوها ثم أكمل حديثه : طيب شعبان ( ويقصد السائق ) إنت حتسوق العربية الكبيرة مع الهانم وأنا حسوق عربيتي بس حد يركب معايا أنا حزهق من السواقة لوحدي

توجه بنظره داخل السيارة نحو مدام امينة ووالدته التي بدورها نظرت نحوه نظره حانقة ثم أشاحت بوجهها في الإتجاه الآخر ......إبتسم بعدها إبتسامة ماكره ونظر نحوي ثم قال : ها يا مدام امينة حتركبي معايا

نظرت نحوه مدام أمينة في دهشة قائلة : أرجوك أحمد بيه إعفيني إنت بتسوق بسرعه قوي وأنا بخاف وبعدين خليني مع الهانم الكبيره

خلاص ريم تركب معايا اكيد مش بتخافي من السواقة السريعة ولا إيه يا دكتورة

هو بس الأفضل إني أكون مع مدام جيهان في العربية

إحنا طريقنا واحد وبعدين العربيات ماشية ورا بعضها يعني لا قدر الله إحتاجتلك في دقائق تكوني عندها

خلاص يا ريم إركبي إنتي مع أستاذ أحمد قالتها لي مدام امينة وبالفعل بعد تردد إتجهت معه نحو السيارة كنت أشعر بالضيق وإنطلقت السيارة بنا ومرت فترة دون أن يتحدث أي منا ولا يقطع السكون سوى صوت الكاسيت على أحد الأغاني الكلاسيكية الهادئة التي لا تتناسب ربما مع السرعة الفائقة التي كانت تسير بها السيارة ووجدتنا إبتعدنا كثيرا عن السيارة الأخرى التي كانت تشق طريقها كالسلحفاه بالمقارنه بالسيارة التي كنا نركبها كنت أنظر في المرآه من حين لآخر في محاولة للبحث عن السياره الاخرى التي إبتعدنا عنها كثيراً نظر نحوي قائلاً : عادي عم شعبان عارف الطريق أنا مش الدليل بتاعه

اه أكيد منا عارفه

طيب ليه قلقانه وكل شوية بتدوري عليهم

أبداً انا كنت بقول يعني نبقى قريبين منهم أحسن

بلاش قلق والدتي مش حتحتاجك .......

صمت بعدها قليلا ثم نظر بي وهو يبتسم ثم قال : ولا إنتي قلقانه من حاجه ثانية

لا عادي حاجه ثانية زي إيه

يعني مش مرتاحه وإنتي راكبه معايا لوحدك مثلا أو خايفة

لا أبدا عادي قلتها بإرتباك شعر هو به ويبدو أنه أسعده فتابع

مش عارف آخر حديث بينا لما سألتك عن الحب حسيت إنك إتغيرتي سؤالي ضايقك مش عايزة تتكلمي في حاجه زي كده معايا ؟؟

ظللت صامته هربت مني الكلمات ولم أعرف ماذا أقول ظل ينظر نحوي ليس منتظراً للإجابه كان يبدو أنه مستمتعاً بحيرتي قررت أن أقطع عليه إستمتاعه نظرت نحوه وقلت في إصرار : أبدا حضرتك كان واضح إنك مكون رأي عن الموضوع ده بناء على تجربه قديمة

نظر نحوي في دهشه وسعادة ربما لعودتي لساحة الحوار إبتسم وهو يقول : مش تجربه واحده تجارب وحياتك لكن إنتي صغيرة وكلامك من الكتب معندكيش تجارب فكرتك عن الحب أكيد رومانسية وفارس وحصان لكن الحقيقة مختلفة ساعة الجد الحصان يفضل يكون عربية آخر موديل ساعتها مش مهم يكون صاحبها فارس مش حتفرق اللى حيفرق الشقة كام متر والمرتب كام

برده انا شايفة إن رأيك مبني على تجربه قديمة مش كل الناس زي بعضها والأولويات بتفرق من شخص للثاني

يعني أنا لو كنت فقير كنتي حبتيني

قالها وهو ينظر نحوي في غضب أما أنا فظللت صامته غاضبه أيضاً من تلك الحده وتلك الجملة التي لا يوجد لها معني سوى أنه يعلم أنني أحبه وأنه يتهمني بالطمع وبحبه لماله غضبت غضباً شديدا وددت ان اترك السيارة وأتركه وأترك المدينه كلها . مرت فترة صمت نظر بعدها نحوي ..... قبل أن ينطق قلتها حتى أستريح تلك هي الجملة الوحيدة التي كانت ستريحني أو كما كنت اعتقد ذلك : انا محبتكش وإنت غني علشان أحبك وإنت فقير

وظللنا بعدها صامتين وشعرت أننا ربما نظل صامتين إلي الابد .


الفصل الثامن

شاطيء


 

وصلنا مبكرين عن السيارة الاخري مرت حوالي نصف ساعة قبل أن تظهر ملامح السيارة الأخري في الأفق . خرجت من السيارة كنت أود الإبتعاد عنه بأي طريقة ولم لا فاهو كل ما إقترب مني شبراً إبتعد أميالاً وكأنه يتعمد ذلك .......

وصلت السيارة الأخرى وساعدت مدام امينة جيهان هانم للنزول و الجلوس داخل الكرسي الخاص بها هي وشعبان السائق واتجهنا جميعا للداخل أما هو فلم يفعل شيئا سوى الإنتظار والنظر نحونا ثم أرسل شعبان لإحضار طعام الغذاء ثم إنطلق بسيارته لا أعلم إلى أين ....................

كان الشاليه أقرب لفيلا صغيرة من دورين تحتوي على ثلاث غرف نوم وريسبشن واسع إستقرت مدام جيهان في غرفتها لتنال قسطاً من الراحة وأرشدتني مدام أمينة لغرفتي التي سأشاركها إياها في المبيت تلك الليلة وبالطبع كانت الغرفة الثالثة خاصة به هو مر الوقت وقامت مدام أمينة بتوضيب سريع للفيلا وأحضر شعبان السائق الطعام فتناولت جيهان هانم طعامها ثم دعتني مدام أمينة لنتناول الطعام معاً أما هو فلم يظهر


.......وعلقت مدام أمينة على ذلك قائلة : غالبا أستاذ أحمد إحنا مش حنشوفه إلا بكرة الصبح وقال ايه جاي يفسح مامته طب كان قعد معاها ساعة حتى

نظرت نحوها ولكن لم أعلق فأكملت حديثها : تلاقيه حيسهر مع صحابه للصبح أو يقابل واحده من صحباته اللي مبيخلصوش وحياتك ضحكت مدام أمينة وظلت تتحدث عنه وعن سهراته وربما مغامراته العاطفية التي يبدو أنها تغضب والدته ولا أدري لماذا ذكرت مدام أمينه هذا الحديث وما سر إهتمامها بوجوده أم عدمه وشعرت أنها ربما تعرف شيئاً او تقصد أن توصل لي رسالة ما


كانت الساعة أقتربت من الثالثة ظهرا وكان الجو رائعا أحضرت مدام أمينة كرسي مريح لجيهان هانم لتجلس على البحر وجلست معها وجلست معهم قليلا ثم تركتهم وودت أن أمشي بجانب الشاطئ وحدي قليلا ...الحقيقة أردت ان أبتعد مشيت ومشيت ثم جريت كنت أود الإبتعاد عن أي شئ يخصه جلست وحدي عندما شعرت أنني إبتعدت بما فيه الكفاية ثم إستسلمت للبكاء .


كم انا حمقاء أن أستسلم لهذا الوهم وهذا الرجل........ هل يحبني بالطبع لا إنني مجرد فتاه حمقاء صغيرة تمثل له تسلية في وقت الفراغ أنا المخطئة هذا ليس طريقى لقد تركت هدفي وإستسلمت لوهم الحب .....هدفي ماهو هدفي ؟ أود أن أصبح أشهر جراحة أود أن أملك المال الكافي لأريح أمي من شقاء العمل وأحضر لإخوتي كل ما يتمنون وسأشتري منزل جديد نعم سيكون بجانب البحر وبدأت أبني منزل من الرمال ليس كبيراّ ولكن له حديقة واسعة لتلعب بها الفتيات إخواتي الصغار وغرفة نوم كبيرة لأمي نعم وهنا سأنام أنا وتلك غرف الفتيات ...........بدأت أحلم وأفكر في كل شئ ماعدا هوولكن صورته ظلت تقفز أمام خيالي رغماً عني ومر الوقت ربما ساعة أو أكثر لا أعلم كان الهدوء رائعا وصوت البحر أكثر روعة يعزف سيمفونية حزينة داخل أذني كأنه يشعر بي وفجأه سمعت صوت مألوف يقف ورائي يقول في هدوء : حلو البيت ده ده بيتك ؟

كان هو يقف ورائي مبتسما لا أدري كيف ظهر ومتى جاء نظرت له ملياّ ثم أجبت : أيوه تخيلت شكل بيتي

امممممم دي الجنينة ودي ايه بقه إشرحيلي

دي الجنينة ودي أوضة ماما وأوضتي ودي أوض البنات إخواتي ودي الصالة وكده

اه ده بيتك مع ماما وإخواتك ليه مش ناوية تتجوزي ولا ايه

أنا مش بفكر في الموضوع ده

كل البنات بتقول كده لغاية متقابل الحب أو حتى من غير حب طبيعي حتتجوزي في يوم من الأيام

ماذا يقول عن ماذا يتحدث هل يهزء بي ..........

لن اتكلم معه عن الحب لن يجرني لهذا الحديث ليصدمني بعدها بجملة أخري ظللت صامته جلس بجانبي وإقترب مني نظر نحوي ويبدو أنه لاحظ الدموع داخل عيناي غضبت لأنه رآها علق قائلاً : كنتي بتعيطي ليه

ماكنش بعيط ده من الهوا الجامد

لا كنتي بتعيطي أنا السبب صح كنت سخيف معاكي الصبح

حضرتك أنا مش عايز أتكلم في الموضوع ده

حضرتي .....

دكتور فؤاد مكلفني بشغل مع والدة حضرتك هي دي الحقيقة اللى أفضل إني ألتزم بيها

ليه بتبعدي عني كل ما أقرب ليكي


تعجبت من قوله فأنا أبتعد نعم ولكن لست وحدي هو أيضاً يبتعد ويقترب ولا أعلم ماذا يريد !!!!


ظللت صامته انظر للبحر هربت الكلمات مني ويبدو أنها هربت منه أيضاً ولم لا فكلماته الجميلة غالبا ما تتبعها كلمات أخرى تهدم جمالها وتمحيه وكأنه يتعمد ذلك

إقترب مني أكثر فهممت بالإبتعاد عنه فإقترب أكثر بثقة وجذبني من ذراعي بقوة وفاجئني بقبلة قوية إنطلقت بعدها هاربه من المكان إبتسامتي تسبق دموعي وسعادتي تحيط بغضبي .


الفصل التاسع

بحبك


على الرغم من انه لم يرانا أحد أو يسمعنا إلا انني شعرت بالإرتباك الشديد عندما سألتني مدام امينة عن سبب تأخيري خصوصاً مع الدهشة الواضحة التي إنتابتها بعد ظهوره ومكوثه معنا بقية اليوم ولكنها كانت سعيدة مر الوقت بين صمتي وتعمدي عدم النظر نحوه وهو أيضا ً ظل صامتاً ولكن نظراته لم تفارقني غير مبالياً بأحد سواء والدته أو مدام أمينه .

كنا نجلس جميعاً عند البحر آوت والدته للفراش مبكراً وهمت مدام أمينة لمساعدتها وقررت أن أهرب أنا الأخرى فلم يبقى سوى أنا وهو وصوت الب+حر ولكن مدام أمينة إستوقفتني قائلة حتنامي ولا يا ريم دانا كنت حارجع تاني بصراحة الجو حلو

نظر هو نحوها مبتسما : لا أكيد حتستناكي محدش بينام بدري كده الساعة 10

نظرت نحوها في إرتباك قائلة : أنا إفتكرتك حتنامي قلت أقوم بقه علشان نصحى بدري

لأ خليكي حاطلع مع مدام جيهان وحانزل بعد ما تنام أنا لسه عايزة أسهر


تركتنا مدام امينة وظل هو ينظر نحوي صامتاً كنت مرتبكة وكان سعيداً قررت أن أتحدث كان يجب أن أتحدث ولكن ماذا أقول هل أؤنبه على تلك القبله أظهر غضبي أم أترك العمل أم أخبره انني أحبه ولولا حبه لكنت تركت هذا المكان على الفور إستجمعت شجاعتي وبادرت بالحديث وليس لدي أي فكرة عن محتوى حديثي : على فكرة .....ولكن دموعي سبقت كلماتي

أنقذني وقاطعني قائلاً : أولاً أنا آسف إتصرفت بتلقائية بس في لحظتها حسيت إن دي الطريقة الوحيدة اللي حاقدر أعبر فيها عن مشاعري .....ثانياً أنا حالعن نفسي في كل دقيقة علشان دموعك دي أرجوكي سامحيني


أصابني الإرتباك مرة أخرى وهربت مني الكلمات إقترب مني فهممت بالإبتعاد ولكنه أمسك بيدي وهمس قائلاً : يا ريم ليه بتبعدي عني انا عارف إنك بتحبيني ليه بتهربي

على فكرة ممكن حد يشوفنا ............ قلتها بإرتباك وأنا أجذب يدي بعيداً عن يديه ولكنه أصر على الإقتراب أكثر وقال مبتسماً بصيغة التحدي : مايهمنيش


إقترب أكثر وأحسست أنه سيحاول تقبيلي مرة أخرى فتحدثت فوراً : على فكرة إحنا هنا في مصر مش في أوروبا قلتها ورجعت للخلف مبتعده عنه نظر مبتسماً وتابع : آسف بس قدامك بانسى نفسي وجايز لأن الكلام في منه كان كويس وفي كان بايخ قوي .....معلش وأوعدك مش حاعمل كده تاني إلا بعد الجواز

جواز قلتها وعلامات التعجب مسيطرة على ملامحي

ضحك وتابع : أيوه إنتي فاكراني بهظر ده حب جواز والله مش حاجه ثانية أنا مانكرش إني بتاع الحاجات الثانية بس من بعد ما شفتك كل حاجه إتغيرت مش عارف إزاي

أنا كنت شلت موضوع الحب والجواز ده من دماغي وحياتي لكن بعد ما شفتك كل حاجه إتغيرت وكل الترتيبات شكلها كده حتختلف .............. قالها وهو يتنهد وينظر للبحر كمن ينظر نحو المجهول

إبتسم بعدها ونظر نحوي وتابع بثقة : أنا كلمة بحبك دي قلتها قبل كده مرة واحده في حياتي وقررت مقولهاش تاني بس وشك البرئ ده وعينيكي اللي لما ببصلهم بانسى الدنيا خلوني كسرت القاعده .......بحبك


هممت لاتحدث ولكن لم تواتني الشجاعة للإعتراف بحبي مثلما فعل وهو فهم ما يدور بخلدي وإبتسم بذكاء وقال لي في هدوء : انا مش عايزك تقولي حاجه أنا واثق من حبك ليا


نظرت له متعجبه من ثقته أو ربما غروره ولكنه تابع بصدق .....


الحب الحقيقي يا ريم مش كلمة ولا حتى كلام كثير الحب الحقيقي بيتعرف من هنا وهنا قال ذلك وهو يشير لعيناي وعينيه وتابع : دول مابيكدبوش ..........ودلوقتي بقه عايزك بس تطلعي تنامي ومتفكريش غير فيا توعديني قالها وهو ممسك بيدي حاولت أن أسحبها ولكنه منعني وتابع مش حسيب إيدك إلا لما توعديني

نظرت بخجل وقلت : أوعدك


و إنطلقت هاربه نحو غرفتي وكان هناك من يراقبنا من شباك السيدة العجوز على ما يبدو أنها كانت مرة أخرى مدام أمينه ...............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق