قبل أن تترك العنان لغضبك إقرأ المقال للنهاية لأننا سنصل لتلك المرحلة عاجلاً أم آجلاً إذا ظللنا في نفس الطريق فلم يكن الشعب المصري كله في الثورة وعلى الرغم من تشجيع أغلبية الشعب للثورة بل وإقتناعهم بأن مبارك كان يجب أن يرحل بعد إتضاح الكثير من الحقائق إلا انهم بدأوا يشعرون بالغضب والرغبة في عودة الامور إلى نصابها وضاقوا ذرعاً بالإضطرابات والإعتصامات حتى وإن كانت على حق وأصبح الوطن أمامهم خليط من الفوضى وأحداث البلطجة وقد ياتي اليوم الذي يلعنون فيه الحرية وطالبيها
وقد خرجت المظاهرات قبل ذلك في مارس 1954 خرجت ضد الحرية والديمقراطية ليتحكم بعدها عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة في مصر بقبضة من حديد
ولن يتوانى هذا الشعب عن تكرار ذلك في ظل تلك الظروف المليئة بالأزمات وحكومة عصام شرف تخرج من كل ازمة لتقع في اخرى وبهذا المنطلق سنجد انفسنا بعد وقت ليس بقليل داخل أزمة إقتصادية كبرى
نعم ما يحدث امر طبيعي لقد فتح الباب ودخل الجميع ولكن هناك من يتحرك بخطوات محسوبة وهناك من يجري متصوراً أن ذلك سيحقق له الأسبقية ولكن ستكون النتيجة وقوعه وقد يقع وراءه الجميع فنحن أمام حالة من التواجد بكل أشكاله كل الأحزاب والجماعات والأفكار تسعى للتواجد داخل الساحة ولكن تختلف الطرق
لقد سبقت مظاهرات مارس 54 صراع واضح بين نجيب وعبد الناصر صوره البعض على انه صراع بين الديمقراطية والدكتاتورية على أنه لم يكن بالضبط كذلك ولا أقول أنه كان صراعاً على الحكم بل كان نجيب يرى أهمية عودة الجيش لثكناته سريعاً وإجراء الإنتخابات وتسليم البلاد لسلطة مدنية على عكس عبد الناصر الذي رأى أن وقت تلك الديمقراطية لم يحن بعد وانتهى الموضوع بشهر كان هو الفراق ففي فبراير كانت مظاهرات التأييد لنجيب المطالبة للحرية والديمقراطية وتلاها بشهر مظاهرات مارس التي نددت بالديمقراطية وطالبت بإستكمال الثورة وبمعنى أصح مجلس قيادة الثورة وتم تحييد الإخوان من جانب عبد الناصر
نحن الآن نقرأ كتاب الحرية التي فتحته لنا ثورة 25 يناير ولكن كل منا يطبقها بطريقته الخاصة وهناك من يرى الحرية أو الحل هو التواجد في الشارع أو فرض الرأي من خلال الإعتصام أو التظاهر وهذا يؤدي بنا خطوة خطوة لعنوان المقال
فهناك من يرى الحرية مسيرة تتيح له إختراق الحدود وتحرير فلسطين بعلم وهناك من يراها إقتحام كنيسة لتحرير أخته كاميليا أو غيرها وهناك من عبر عنها وهو يقف أمام السفارة الأمريكية طالباً النجدة
الديمقراطية التي قال عمر سليمان أننا نفتقد ثقافتها وقبلها في 54 قال عبد الناصر أن الشعب لم ينضج بعد لممارسة الديمقراطية والمجلس يحتاج المزيد من الوقت ...........الديمقراطية التى وقف هذا الشعب في ميدان التحرير مطالباً بها ممسكاً بعلم مصر مطالباً بحقه في الحياة الكريمة مطالباً بحق التصويت الذي مارسه في الإستفتاء بمنتهى السعاده لعلمة ان إرادته لن تزور تلك الديمقراطية قد تزول وتختفي من أمام أعيننا إذا لم يعي البعض المسؤولية التي تتبع تلك الحرية
هذا الشعب يحتاج لفترة من الصمت فترة من التوقف التوقف عن إستغلال الدين التوقف عن إستغلال المال التوقف عن إستغلال الجهل والتوقف عن التظاهر والإعتصام وتهيئة الظروف للفوضى عند كل مشكلة كبيرة وصغيرة الشعب يحتاج ان يفهم وأن يتعلم ويستوعب الديمقراطية والحرية حتى نستطيع النهوض بتلك الأمة وإلا سيظل الحال كما هو عليه وسيخرج الشعب غاضباً من الثورة وتبعاتها وسنظل ندور في نفس الدائرة ولن يختلف القادم عن السابق سوى في الإسم فقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق